-->

أخبار د. جمال شعبان

جمال شعبان.. من "خادم القلوب" إلى "جزار القلوب".. وسجل الفضائح يتسع!


 

على مدار سنوات طويلة، استطاع الدكتور جمال شعبان أن يصنع لنفسه صورة ذهنية زائفة، قدم نفسه للجمهور كرجل الدين قبل أن يكون طبيبًا، ظهر في وسائل الإعلام والسوشيال ميديا بوجه الطبيب المتصوف، المتحدث باللغة الفصحى، المستشهد بالقرآن والسنة في أحاديثه الطبية، حتى صدّقه الناس وظنوا أنه ملاك رحمة في هيئة طبيب، لكن الحقيقة اليوم تكشف عن وجه مختلف تمامًا، وجه مليء بالكوارث الطبية والتجاوزات الأخلاقية، وجه جزار لا يعرف الرحمة، استغل منصبه ومهنته وسلطته ليتلاعب بأرواح المرضى الفقراء، ثم تجاوز الأمر ليصل إلى استغلال النساء الضعيفات وبناتهن القاصرات في ممارسات مشينة تكشف عن حقيقة سقوطه الأخلاقي بعد أن سقط مهنيًا. 

 

لم تكن أخطاؤه الطبية سوى القناع الأول، فقد أثبتت الوقائع الأخيرة أن جزار القلوب لم يكتفِ بالتسبب في كوارث طبية أودت بحياة المرضى، بل كان يخفي وراء صورته الإعلامية الزائفة وجهاً أكثر قبحًا، استغل فقر النساء اللواتي لجأن إليه للعلاج، واستغل حاجتهن وضعفهن، بل ووصل الأمر إلى استغلال بناتهن القاصرات في ممارسات مخزية لا تليق بطبيب، ولا حتى بإنسان. 

 

لقد أصبح واضحًا اليوم أن جمال شعبان لم يكن طبيبًا يبحث عن شفاء المرضى، بل كان يبحث عن ضحايا جدد، سواء كانوا مرضى يسقطون تحت مشرطه، أو نساء ضعيفات لم يجدن إلا وحشًا يتربص بهن مستغلاً سلطته ونفوذه، وبدلًا من أن يكون طبيبًا يُمثل مصر في المحافل الطبية، أصبح وصمة عار تُسيء إلى مهنة الطب المصري العريق، الذي طالما أنجب أطباء يُشهد لهم بالاحترافية والنزاهة. فكيف يمكن أن يستمر هذا الرجل في العمل دون أي مساءلة؟ وكيف يمكن أن يبقى حرًا بعد كل هذه الفضائح التي تطارده؟ 

 

في مستشفى الرسالة بالمهندسين، وقع الدكتور عادل الليثي، المواطن المصري البريطاني، ضحية لجريمة طبية مروعة على يد جمال شعبان وابنه أحمد جمال شعبان، حيث خضع لعملية قسطرة أدت إلى كسر إحدى الدعامات داخل شريانه دون علمه، لكن بدلاً من الاعتراف بالخطأ ومحاولة إصلاحه، تم التستر على الكارثة وترك المريض يواجه مصيره. وعندما عاد إلى لندن، اكتشف الأطباء أن حياته كانت في خطر، وكان الحل الوحيد أمامهم هو إجراء جراحة قلب مفتوح لإنقاذه. 

 

لكن ما ظهر لاحقًا كان أكثر صدمة، إذ تبين أن عادل الليثي لم يكن الوحيد، بل واحدًا من تسعة مرضى آخرين خضعوا لنفس الإجراء بنفس الطريقة، وكأن هناك نمطًا متعمدًا للتلاعب بحياة المرضى. بعضهم فقدوا حياتهم، والبعض الآخر يعيشون بمعاناة مستمرة، بينما الطبيب الذي تسبب في كل هذه الجرائم لا يزال يمارس عمله دون أي مساءلة!. 

 

ورغم تقديم بلاغات رسمية إلى النيابة العامة ضد جمال شعبان وابنه، إلا أن القضية لم تشهد تحركًا حقيقيًا لمحاسبته، فبينما يعاني ضحاياه من المرض والألم، يواصل جزار القلوب ممارسة عمله وكأن شيئًا لم يكن، وتواصل مستشفى الرسالة استقبال المرضى، بل والأكثر من ذلك، لا يزال مركزه الطبي في العاشر من رمضان "جرين هارت" يعمل رغم صدور قرارات إغلاق ضده من مديرية الشؤون الصحية بالشرقية، والتي لم تُنفذ بسبب نفوذه وسلطته. 

 

إن استمرار حماية هذا الطبيب يشكل خطرًا ليس فقط على المرضى، بل على سمعة الطب المصري، الذي يضم نخبة من الأطباء المشهود لهم بالكفاءة عالميًا، فكيف يمكن أن يبقى طبيب بهذه التجاوزات يمثل مهنةً قامت على الإنسانية والرحمة؟ كيف يستمر في خداع الناس عبر ظهوره الإعلامي المتكرر؟ لماذا يحتاج طبيب إلى أن يكون نجمًا تلفزيونيًا، إن لم يكن يبحث عن ستار يخفي خلفه كل هذه الفضائح؟ 

 

لقد حان الوقت لكشف الحقيقة كاملة، وحان الوقت لرفع الحماية عن هذا الطبيب، الذي لم يعد يمثل الطب ولا الأطباء، بل يمثل وجهًا قاتمًا من الاستغلال والجشع واللامسؤولية. لم يعد الأمر مجرد قضية طبية، بل قضية أخلاقية وإنسانية تستوجب وقفة جادة من الجهات المختصة، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وحماية المرضى الذين لا يزالون يقعون في شباك هذا الجزار. 

 

كم ضحية أخرى يجب أن تسقط حتى تتحقق العدالة؟ كم امرأة يجب أن تُستغل قبل أن يضع القانون حدًا لهذا الطبيب؟ إن بقاء جمال شعبان دون محاسبة هو بمثابة إعطاء الضوء الأخضر لمزيد من الجرائم، فهل ستتحرك العدالة أخيرًا؟ أم أننا سننتظر سقوط ضحايا جدد تحت مشرطه القاتل؟


دكتور جمال شعبان جزار القلوب

 

الفضيحة الطبية الكبرى: جمال شعبان بين التدليس والتغطية على الأخطاء

 

تعد قضية الدكتور جمال شعبان، الاستشاري البارز في مجال أمراض القلب، واحدة من القضايا التي سلطت الضوء على العديد من التجاوزات الطبية والأخلاقية التي هزت القطاع الصحي في مصر. لم تكن هذه القضية مجرد خطأ طبي فادح، بل تحولت إلى مسألة تطال جوانب عميقة تتعلق بالتلاعب بالتحقيقات، والتستر على الأخطاء، إضافة إلى الممارسات اللا أخلاقية التي انتهجها الطبيب في سعيه وراء الشهرة الإعلامية، واستغلال المرضى الفقراء.